البيان الختامي للملتقى الدولي لأوقاف القدس
البيان الختامي للملتقى الدولي لأوقاف القدس
الدورة الرابعة: إطلاق طاقة الوقف دعماً للتمكين الاقتصادي لمدينة القدس وأكنافها
[الاثنين والثلاثاء 12-13 شعبان 1438 هـ الموافق 08-09 مايو 2017 م]
نظمت المديرية العامة للأوقاف في رئاسة وزراء الجمهورية التركية والمعهد الدولي للوقف الإسلامي بماليزيا الملتقى الدولي لأوقاف القدس، الدورة الرابعة في الفترة ما بين 12-13 شعبان 1438هـ الموافق 08-09 مايو 2017، بأسطنبول، تحت رعاية فخامة الرئيس التركي السيد رجب طيب أرودغان، والرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي.
ويأتي هذا الملتقى تحت عنوان إطلاق طاقة الوقف دعماً للتمكين الاقتصادي لمدينة القدس عاصمة دولة فلسطين، واستجابة لتنفيذ قرارات القمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول بتاريخ 15 أبريل 2016، المعني بدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وحشد الموارد لهذا الصمود عبر المساهمات الطوعية من الحكومات ومن القطاع الخاص والأفراد والمؤسسات.
وشارك في هذا الملتقى الدول الأعضاء والمؤسسات الوقفية والخيرية التطوعية والتنموية والمالية والاستثمارية والخبراء في مجال الأوقاف والاستثمار في الدول الإسلامية، ويهدف الملتقى إلى حشد الموارد المالية والمعرفية والشراكات لتفعيل الأصول الوقفية المقدسية.
وبمشاركة واسعة لأكثر من (3000) من رواد العمل الوقفي والخيري والإغاثي، يتبعون عدة مؤسسات مالية ووقفية وخيرية واجتماعية سواءً من مدينة القدس الشريف ومناطق الـ 48 أو من الجمهورية التركية ومن عدة دول عربية وإسلامية وأماكن تواجد الأقليات المسلمة في العالم، وبعد ثماني جلسات متخصصة أدارها وشارك فيها خبراء في قطاع الأوقاف والمؤسسات المالية والاجتماعية، انتهى الملتقى إلى العديد من النتائج والتوصيات التي تعين على تطوير واقع الأوقاف المقدسية في العالم وهي:
1) يُقدر الملتقى قرار منظمة العلوم والثقافة والتربية "اليونيسكو" التابعة للأمم المتحدة، والتي صوتت لمصلحة قرار يعتبر القدس مدينة خاضعة للاحتلال الصهيوني، وعدم أحقية "المحتل" في الأماكن المقدسة في القدس، وأن هذه الأماكن تابعة للمسلمين فقط، والمسجد الأقصى مكان خاص بالمسلمين، وليس لليهود أي حق فيه، وأن طريق باب المغاربة وساحة البراق وقف إسلامي خالص وجزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك.
2) اتفق المؤتمرون على ضرورة التواصل الدائم لتعزيز الأصول الوقفية المقدسية في العالم خدمة لمدينة القدس، وتشكيل لجان متخصصة وخبراء في مجال إدارة الأصول الوقفية لتطوير هذه الأصول والعمل على إعادة تفعيلها.
3) يدعو الملتقى منظمة التعاون الإسلامي والأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت باعتبارها منسقاً عاماً لملف الأوقاف في العالم الإسلامي بدعوة وزارات الأوقاف فيه بإنشاء وقف استثماري لصالح مدينة القدس بإشراف الجهات الرسمية في تلك الدول، وبسن قوانين وتشريعات تشجع المسلمين على الوقف لصالح القدس، لا سيما في مجال البنى التحتية والصحة والتعليم والإسكان.
4) تثمين تعهد جلالة الملك عبد الله الثاني بصفته صاحبة الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بالاستمرار بالدفاع عن هده المقدسات وعن تراث القدس القديمة ودعوة العالم الإسلامي لدعم هذه المدافعة في المحافل الدولية والقانونية والدبلوماسية من أجل وقف انتهاكات الاحتلال الصهيوني ضد القدس والمقدسات.
5) تثمين موقف كنائس الشرق الأوسط الذي يمثل العائلات الكنسية الأربع، والذي أكد في عمان في أيلول "بأن المسجد الأقصى أو الحرم الشريف للمسلمين وحدهم مثلما أن كنيسة القيامة للمسيحيين وحدهم وهو تأكيد على تمسك المسيحيين بالعهدة العمرية كأساس للتعايش والسلام في القدس الشريف".
6) يرى المؤتمرون ضرورة قيام المؤسسات المالية الإسلامية وعلى رأسها البنك الإسلامي للتنمية بجدّة بتبني وتمويل مبادرات وقفية مقدسية تمثل نماذج يمكن تطبيقها في دول أخرى كنماذج وقفية مقدسية في العالم.
7) إنشاء منظومة إلكترونية للأوقاف على القدس وفلسطين، ضمن سبل مساهمة تكنولوجيا المعلومات وفي تنمية فرص العطاء والتمويل والاستثمار في التمكين الاقتصادي لأهل القدس، والتعاون بين المانحين ومردي المال والمعرفة في العالم، وتوظيف الثروة الأرشيفية لتثبيت الحقوق في القانون الدولي ولدى المؤسسات الدولية واسترداد المغتصب، وإحياء الوقف المعطل وتأهيله.
8) قيادة انتهاج أساليب جديدة للتبرع للقدس، بما في ذلك استخدام منصات الوقف الرقمي لحشد الموارد من الجمهور(Crowd Waqf) بالتآزر مع الحشد من المؤسسات على شكل استصدار صكوك الأثر الاجتماعي، ونظم صناديق الاستقطاع، والصكوك الوقفية بسندات المقارضة، وتخصيص جزء من حساب أرباح المعاملات الربوية للمؤسسات المتوخية للحلال للصرف على مشاريع في القدس.
9) الدعم الفني لحصر وتمثير الأوقاف المحبسة على القدس وأكنافها في العالم، وسبل الاستثمار في الأملاك الوقفية من لدن القطاع الخاص والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار الاجتماعي النفوع، وتشجيع الدراسات المهتمة باستحداث صغ جديدة لاستثمار أموال الوقف وانفتاحه على مصادر تمويل جديدة، وتشجيع وقف الوقت والخبرة، ووقف الممتلكات الفكرية والاختراعات.
10) لما كان الملتقى الدولي للوقف الإسلامي في دورته الرابعة يمثل أغلب الدول التي تحتضن الأوقاف المقدسية خارج فلسطين، فقد عزم المشاركون على تأسيس مركز لتطوير الأوقاف الإسلامية في العالم والتي تخصص جزءاً من ريعها لمصالح مدينة القدس، بحيث يعمل هذا المركز على تنظيم هذه الأوقاف، وتنسيق أعمالها، وإعادة تفعيلها، ويكون مقرها مدينة أسطنبول في الجمهورية التركية.
11) تكليف لجنة متابعة توصيات وأعمال الملتقى الدولي لأوقاف القدس بعمان 2014 والملتقى الدولي لأوقاف القدس باسطنبول 2017، لتفعيل التوصيات وإعداد برامج العمل التنفيذية.
12) التنويه بدعوة الرئيس رجب طيب أرودغان بزيادة التوافد على مدينة القدس بما يشكل حماية لهويتها ومقدساتها.
وقد أشاد المؤتمرون بنضال المعتقلين في سجون الاحتلال وثباتهم، داعين الجهات جميعا – الرسمية وغير الرسمية- لمساندتهم والوقوف معهم من أجل حريتهم وإطلاق سراحهم
وفي ختام فعاليات الملتقى ثمّن المشاركون والمشاركات جهود القائمين على إدارة الملتقى، وعلى الترتيبات الإدارية المتميزة التي بُذلت في إنجاح أعماله، وإعداده بصورة مثلى، والتي أدت بفضل الله إلى نجاحه، وظهوره بالمستوى اللائق.
وفي نهاية أعمال الملتقى الرابع، وبعد شكر الله عز وجل، نتقدم بالشكر الجزيل والعرفان لراعي الملتقى فخامة الرئيس التركي السيد رجب طيب أرودغان، وللحكومة والشعب التركي على استضافتهم الكريمة لهذا الملتقى، والشكر موصول لكل من ساهم في تنظيمه ورعايته، ونخص بالذكر كل لجان العمل من داخل وخارج تركيا.
والله ولي التوفيق،،،،
صدر في أسطنبول، الجمهورية التركية
في الثالث عشر من شهر شعبان 1436هـ،
الموافق التاسع من شهر مايو عام 2017م.